تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

غرانت ميتشيل

مقابلات

Submitted by iKNOW Politics on
Back
March 18, 2009

غرانت ميتشيل

سيناتور، مجلس الشيوخ الكندي

أنصح الرجال في عالم السياسة أن يتواصلوا ويتحاوروا مع كلّ امرأة قد يظنونها أهلاً للترشّح للانتخابات إن حظيت بالدعم والتشجيع، فمن شأن ذلك أن يؤدي في نهاية المطاف إلى ازدياد عدد النساء في السياسيّة.

المتن: 
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: شغلتَ منصبي عضو في الجمعيّة التشريعيّة في "ألبيرتا" وقائد الحزب الليبرالي في "ألبيرتا" وتحتلّ حاليًّا منصب سيناتور. حرصت طوال مسيرتك السياسيّة على إعطاء الأولويّة للمساواة بين الجنسين. كيف أدركت أهميّة هذا الموضوع؟ 
غرانت ميتشيل:
 اعتقد أن أوّل ما لفت انتباهي هو أنها قضيّة عدالة وإنصاف، كما أنّي لقيت تشجيعًا واسعًا لا سيّما من عدّة نساء في تكتّلي السياسي على متابعة هذه القضيّة فكنّ من مناصراتها. إضافة إلى أنّي على قناعة بأن البعض محرومون دون غيرهم من فوائد معيّنة بسبب التحيّز أو العنصريّة أو الغطرسة. لذا، أسعى إلى تعزيز قضايا المساواة لصالح المرأة في إطار البرامج السياسيّة والتشريعات التي أدعمها ناهيك عن الخطابات التي ألقيها.شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: غالبًا ما يتمثّل التحدّي في تحويل نساء ذات الطموح السياسي إلى مرشّحات سياسيّات. حين شغلت منصب رئيس الحزب، ما الخطوات التي اتخذتها لزيادة عدد المرشّحات إلى الانتخابات؟غرانت ميتشيل: أظّن أن رئيس الحزب عمومًا ملزم بدور هام يتمثّل بتشجيع النساء على الترشّح للانتخابات. وتبيّن لي مرارًا أن كل ما تحتاجه بعض النساء للإقدام على الترشح للانتخابات هو أن يُطلب منهنّ ذلك. عندما يتّصل رئيس الحزب بامرأة ما، يبيّن لها عن معاملة واحترام جدّيين وعن تلقّيها الدعم على أرفع المستويات. وحين كنت رئيس الحزب، طلبت من كل من يدعمني أن يحدّد هويات النساء الرائدات في محافل المجتمع المدني والناشطات حزبيًا وإن ليس في حزبي، وكنت أتحاور معهن هاتفيًّا كل أسبوع لبضع ساعات فأطلب منهن الترشّح لمقعد في المجلس التشريعي. إذ لدي إيمان راسخ بأن المجتمع يحتاج إلى الأكفأ في السياسة ولا يمكن تحقيق ذلك إذا ما اقتصر الخيار على ما بالكاد يتخطى نصف الأفراد الأكفّاء. وتبين لي أن المرأة غالبًا ما تُسرّ حين يُطلب منها الترشّح لكن سرعان ما توضّح قائلةً إنّها لا ترى نفسها منتخبة في منصب سياسي أو إنّها تفضّل لعب دور داعم. إلاّ أني لم أتخلَ يومًا عن إصراري، وفي انتخابات العام 1997، حصلت المرأة إثر انتخابات الحزب الذي ترأسته 40% من المقاعد تقريبًا (مقابل 18% في الانتخابات السابقة). تحقق ذلك بفضل إصراري الدائم على ترشّح النساء وتشجيعي لهن. لقد برهنت خير برهان عن ثقتي بهنّ ودعمتُهنّ بكلّ ما أوتيت في دوائرهن الانتخابيّة، كما سعيت على الدوام إلى تشجيع النساء النافذات من حولي وقدّمت لهن الرعاية والاهتمام كي يطّلعن بأدوار قياديّة. وما أفتخر به هو أنني عندما تركت منصبي كرئيسٍ للحزب، ترشّح أربع أشخاص لخليفتي وثلاثة منهم من النساء وقد فازت إحداهنّ في نهاية المطاف. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: برأيكَ، كيف يمكن أن يعزّز الرجال في البرلمان المساواة بين الجنسين؟ غرانت ميتشيل: حين عُيّنت للمرّة الأولى في مجلس الشيوخ، عبّرت عن موقفي من خلال حضوري اجتماعات الأقسام النسائية ولا أزال أثير غالبًا قضايا مساواة المرأة وأناقشها، إذ لا تقتصر القضايا هذه برأيي على المرأة بل تطال الرجل أيضًا. ومن البديهي القول إن الحلّ سينبع جزئيًّا من تغيّر سلوك الرجّل. كما يمكن تسليط الضوء على هذه القضايا من منظور معيّن عبر تطرّق الرجال إليها، لا النساء فحسب. فعلى سبيل المثال، أذكر حين وقف وزير الماليّة ليدافع عن ميزانيّة الحكومة أمام لجنة مجلس الشيوخ الماليّة، سألته إذا ما شملت عمليّة إعداد مسودّة الميزانيّة مراجعة للتفاوت في وقع بعض السياسات الضريبيّة بين الرجل والمرأة. ولا يزال هذا النوع من مراعاة الجنسانيّة في إعداد الميزانيّة وتعميم مراعاة المنظور الجنساني في التشريعات الخاصّة في الوزارات قاصرًا في كندا. كما دعوت إلى تعيين مفوّض لقضايا المساواة بين الجنسين، فمن شأن منصب كهذا أن يشكّل منصّة يمكن التطرّق من خلالها إلى مواضيع هامّة على غرار المساواة في الأجر والعنف ضدّ المرأة، وغيرها، ما سيسمح برفع مستوى الوعي بشأنها. كما تجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من القضايا المشار إليها تكاد تكون خفيّة الملامح لذا لا بدّ من تحليلها وتوضيحها للعلن. ويتحمّل برأيي الرجل كما المرأة في المناصب العامّة مسؤوليةً متساوية بشأن تسليط الضوء على هذه القضايا ومناقشتها. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي، برأيكَ، أهمّ العوائق والتحدّيات التي تواجهها المرأة الراغبة في الفوز بالإنتخابات في كندا؟ كيف يمكن الرجل أن يساعدها على تخطّيها؟ غرانت ميتشيل: : اعتقد استنادًا إلى خبرتي وملاحظاتي أن الحصول على التمويل والترشّح في دوائر انتخابيّة يمكن الفوز فيها هما أكبر عائقين تواجههما المرأة في السياسة. ويتّصل العائقان كلاهما بمهارات التشبيك وفرصه، لكن لم أبرع يومًا في التشبيك. اكتفيت بالدقّ على الأبواب وكثّفت الحملات. فالشبكات الشخصيّة أم الشبكات على الإنترنت هي أحد مفاتيح النجاح في السياسة . لا بدّ من تكريس وقت طويل لاكتساب شهرة واسعة في الدائرة الإنتخابية ولتشييد جسور علاقات الثقة مع الشعب الذي يأمل المرشّح تمثيله. وحين رحت أدق الأبواب، واحدًا تلو الآخر، حرصت على الاحتفاظ بأوراق دوّنت عليها ما سمعتُه من الناس فإذا أثار أحدٌ قلقه بشأن الرعاية الصحيّة لأن والدته احتاجت الخضوع لعمليّة في الورك، دوّنت ذلك وفي زيارتي التالية لذلك المنزل، كنت أستعلم عن صحّة الأمّ. تُحدث هذه المهارات الاجتماعية وقعًا لا يستهان به في السياسة، فتدلّ إلى روح قياديّة غالبًا ما تتميّز بها النساء بالفطرة. لا تحتاج المرأة برأيي إلى تغيير أسلوبها حين تدخل المجال السياسي، فمن بين أنجح النساء السياسيات اللواتي أعرفهن من حقّقن النجاح لأنهن بقين على طبيعتهن وأرسين نوعًا جديدًا من التشاركيّة السياسيّة. لكن غالبًا ما يتبين أن المهارات الاجتماعية والقياديّة والعمل الدؤوب غير كافين لوحدهم. يخصّص حزبي حصصًا للنساء الموفدات إلى مؤتمرات الحزب حيث يُنتخب قائد الحزب والأعضاء التنفيذيّون ويجري التصويت على سياسات الحزب. ففي كلّ مؤتمر، لا بدّ من تشكيل نصف المشاركين على الأقلّ من النساء. إلى ذلك، يخصّص الحزب أيضًا حصصًا للشباب والشعب الأصلي والكبار في السنّ من المواطنين. ويشرّفني أن ألحظ أنني تمكّنت طوال مسيرتي المهنيّة من الاعتماد على دعم نساء قادرات من السكان الأصليين وشابات ونساء من خلفيات ثقافية متعدّدة، علمًا أن كثيرات منهنّ كنّ يخطون خطواتهنّ الأولى في المعترك السياسي حين شاركن في حملتي الانتخابيّة. فمن المهمّ بنظري أن أشجعهن لينتقلن من الأدوار الداعمة إلى الأدوار القياديّة في الحزب. إذ أعتبر أن من واجبات رئيس الحزب التركيز على تشجيع المرأة للترشّح في دوائر انتخابية جيّدة كما عليه أن يوجهها نحو منظمي حملات بارعين وقادرين على تحقيق الفوز. إضافةً إلى ذلك، يلعب الموجّه دورًا هامًا للرجل والمرأة على حدٍّ سواء إذ يقدّم العون المباشر. وقد تحدّيت النساء اللواتي عبرن عن رغبتهن بالعمل وراء الكواليس ودأبت على تعزيز ثقتهن بأنفسهن للترشّح للانتخابات. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هلاّ زودتنا بالمزيد من التفاصيل بشأن حالة مشاركة المرأة في الحياة السياسيّة في كندا، أفي الأحزاب السياسيّة أم في السلطتين التشريعيّة والتنفيذيّة؟ غرانت ميتشيل: ضئيلٌ جدًّا هو عدد النساء المنتخبات والمعيّنات في مجلس الشيوخ. ومن بين رزمة التعيينات الثمانية عشر الأخيرة، لم تحصل المرأة إلا على خمسة منها واقتصرت التعيينات جميعها على أدوار ثانويّة. حين التقى رئيس الوزراء "ستيفن هاربر"، الرئيس الأميركي "باراك أوباما"، لم يضم الاجتماع سوى امرأة واحدة على الرغم من وجود عدّة وزيرات أخريات تمتّعن بحقائب ذات صلة. كما أن عدد النساء ضئيل في المناصب التنفيذيّة في حكومة المحافظين. إضافةً إلى ما تقدّم، أشير إلى أن الحكومة الحاليّة ألغت البرنامج الكندي للطعون القضائيّة الذي خوّل النساء رفع الطعون في التشريعات استنادًا إلى الفقرات الخاصّة بحقّ المرأة في المساواة في الميثاق الكندي للحقوق والحريات. كما أمرت الحكومة بإقفال إثني عشر مكتبًا من بين المكاتب الإقليميّة الستة عشر المعنية بأوضاع المرأة. وما زاد الطين بلّة هو أن حكومة المحافظين الحاليّة قررت منع جميع الجمعيات النسائيّة التي تقوم بأعمال المناصرة من الحصول على التمويل الفدرالي. في الوقت عينه، وعلى الرغم من ازدياد عدد المرشحات للانتخابات النيابيّة، لا تزال نسبة المنتخبات منهنّ لا تتعدّى 22%. وقد التزم معظم قادة الأحزاب بزيادة عدد المرشّحات في أحزابهم والواقع أن التقدّم يُحرز فعلاً لكن ليس بالسرعة الكافية. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: : استنادًا إلى خبرتكَ، ما هي برأيكَ الإستراتيجيّات المثلى لإشراك الرجل في عملية تعزيز المساواة بين الجنسين لا سيّما في المشاركة السياسيّة؟ غرانت ميتشيل: Iذلك منوط بتشجيع القائد فلا بدّ من أن نتيقّن برأيي أن أي اقتراحٍ يلمّح إلى اختلاف التفكير بين المرأة والرجل هو أيضًا تحيّز فطري لا غير. فالرجال أنفسهم لا يفكّرون جميعًا بالطريقة عينها. فما يجعل المرء صلبًا هو التحلّي بالتصميم والالتزام والوفاء في وجه المحن، ولم أسمع يومًا أن السمات هذه حكرٌ على الرجال. كما أنّي أدعو دومًا إلى الامتناع عن ترديد النكت والأحاديث المميِّزة جنسيًا على العلن. وحريٌّ بالجميع، رجالاً ونساءً، أن ينتقدوا هذا النوع من النكت عندما يسمعونه، ولا بدّ من أن ننتقد أيضًا كل من ينسب هذا النوع من النداءات المراعية إلى "المناصِرات النسائيّة"، فالوضع يعنينا جميعًا. ومن المفيد أيضًا تعيين رجل لمعالجة قضايا المساواة لصالح المرأة مع التأكّد من فهمه هذه القضايا ومعالجتها بشكل صائب. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: لو طلبَ منكَ تقديم توصية واحدة، بما تنصح أعضاء شبكة " شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة"، لا سيّما المرشحات منهن، في سياق تطوّر مسيرتهن السياسيّة؟ غرانت ميتشيل: : أقول لهنّ تذكروا دومًا أن السياسة لا تعرف السهولة، ولن يقدّم أحدٌ لكنّ أيّ شيء فالكفاح لا ينقطع. لا تستسلمنّ أبدًا للصورة النمطيّة التي تدلّ على أن المرأة أقلُّ ميلاً إلى الكفاح أو المواجهة. وفكّرن في ما قد يحدث لو ترشّحت امرأتان أو ثلاث عن المنصب عينه، لا أظنّ أن الوضع ليكون أقلّ احتدامًا. لا بدّ من أن تجهدن أكثر من الآخرين (فتدققن على المزيد من الأبواب) سعيًا إلى تحقيق الفوز. لربما صحيح أن المرأة تعاني انتقاص حقوقها ما يضاعف المصاعب، لكن إيّاكنّ والتركيز على هذا الافتراض. فالرجال أيضًا يواجهون الصعوبات وإن كانت أخفّ وطأة. يتطلّب الفوز في الحياة السياسيّة جهدًا جهيدًا لذا اعرفن أن الجهد لا غنى عنه في مواجهة هذا الواقع، ذلك لأنّ إدارة البلاد والحرص على سيادة القيم التي تثقن بها يرتّبان رهانات كبيرة. كما أنصح الرجال في عالم السياسة أن يتواصلوا ويتحاوروا مع كلّ امرأة قد يظنونها أهلاً للترشّح للانتخابات إن حظيت بالدعم والتشجيع فمن شأن ذلك أن يؤدي في نهاية المطاف إلى ازدياد عدد النساء في السياسيّة.
Date of Interview
Region
سيناتور، مجلس الشيوخ الكندي

أنصح الرجال في عالم السياسة أن يتواصلوا ويتحاوروا مع كلّ امرأة قد يظنونها أهلاً للترشّح للانتخابات إن حظيت بالدعم والتشجيع، فمن شأن ذلك أن يؤدي في نهاية المطاف إلى ازدياد عدد النساء في السياسيّة.

المتن: 
شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: شغلتَ منصبي عضو في الجمعيّة التشريعيّة في "ألبيرتا" وقائد الحزب الليبرالي في "ألبيرتا" وتحتلّ حاليًّا منصب سيناتور. حرصت طوال مسيرتك السياسيّة على إعطاء الأولويّة للمساواة بين الجنسين. كيف أدركت أهميّة هذا الموضوع؟ 
غرانت ميتشيل:
 اعتقد أن أوّل ما لفت انتباهي هو أنها قضيّة عدالة وإنصاف، كما أنّي لقيت تشجيعًا واسعًا لا سيّما من عدّة نساء في تكتّلي السياسي على متابعة هذه القضيّة فكنّ من مناصراتها. إضافة إلى أنّي على قناعة بأن البعض محرومون دون غيرهم من فوائد معيّنة بسبب التحيّز أو العنصريّة أو الغطرسة. لذا، أسعى إلى تعزيز قضايا المساواة لصالح المرأة في إطار البرامج السياسيّة والتشريعات التي أدعمها ناهيك عن الخطابات التي ألقيها.شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: غالبًا ما يتمثّل التحدّي في تحويل نساء ذات الطموح السياسي إلى مرشّحات سياسيّات. حين شغلت منصب رئيس الحزب، ما الخطوات التي اتخذتها لزيادة عدد المرشّحات إلى الانتخابات؟غرانت ميتشيل: أظّن أن رئيس الحزب عمومًا ملزم بدور هام يتمثّل بتشجيع النساء على الترشّح للانتخابات. وتبيّن لي مرارًا أن كل ما تحتاجه بعض النساء للإقدام على الترشح للانتخابات هو أن يُطلب منهنّ ذلك. عندما يتّصل رئيس الحزب بامرأة ما، يبيّن لها عن معاملة واحترام جدّيين وعن تلقّيها الدعم على أرفع المستويات. وحين كنت رئيس الحزب، طلبت من كل من يدعمني أن يحدّد هويات النساء الرائدات في محافل المجتمع المدني والناشطات حزبيًا وإن ليس في حزبي، وكنت أتحاور معهن هاتفيًّا كل أسبوع لبضع ساعات فأطلب منهن الترشّح لمقعد في المجلس التشريعي. إذ لدي إيمان راسخ بأن المجتمع يحتاج إلى الأكفأ في السياسة ولا يمكن تحقيق ذلك إذا ما اقتصر الخيار على ما بالكاد يتخطى نصف الأفراد الأكفّاء. وتبين لي أن المرأة غالبًا ما تُسرّ حين يُطلب منها الترشّح لكن سرعان ما توضّح قائلةً إنّها لا ترى نفسها منتخبة في منصب سياسي أو إنّها تفضّل لعب دور داعم. إلاّ أني لم أتخلَ يومًا عن إصراري، وفي انتخابات العام 1997، حصلت المرأة إثر انتخابات الحزب الذي ترأسته 40% من المقاعد تقريبًا (مقابل 18% في الانتخابات السابقة). تحقق ذلك بفضل إصراري الدائم على ترشّح النساء وتشجيعي لهن. لقد برهنت خير برهان عن ثقتي بهنّ ودعمتُهنّ بكلّ ما أوتيت في دوائرهن الانتخابيّة، كما سعيت على الدوام إلى تشجيع النساء النافذات من حولي وقدّمت لهن الرعاية والاهتمام كي يطّلعن بأدوار قياديّة. وما أفتخر به هو أنني عندما تركت منصبي كرئيسٍ للحزب، ترشّح أربع أشخاص لخليفتي وثلاثة منهم من النساء وقد فازت إحداهنّ في نهاية المطاف. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: برأيكَ، كيف يمكن أن يعزّز الرجال في البرلمان المساواة بين الجنسين؟ غرانت ميتشيل: حين عُيّنت للمرّة الأولى في مجلس الشيوخ، عبّرت عن موقفي من خلال حضوري اجتماعات الأقسام النسائية ولا أزال أثير غالبًا قضايا مساواة المرأة وأناقشها، إذ لا تقتصر القضايا هذه برأيي على المرأة بل تطال الرجل أيضًا. ومن البديهي القول إن الحلّ سينبع جزئيًّا من تغيّر سلوك الرجّل. كما يمكن تسليط الضوء على هذه القضايا من منظور معيّن عبر تطرّق الرجال إليها، لا النساء فحسب. فعلى سبيل المثال، أذكر حين وقف وزير الماليّة ليدافع عن ميزانيّة الحكومة أمام لجنة مجلس الشيوخ الماليّة، سألته إذا ما شملت عمليّة إعداد مسودّة الميزانيّة مراجعة للتفاوت في وقع بعض السياسات الضريبيّة بين الرجل والمرأة. ولا يزال هذا النوع من مراعاة الجنسانيّة في إعداد الميزانيّة وتعميم مراعاة المنظور الجنساني في التشريعات الخاصّة في الوزارات قاصرًا في كندا. كما دعوت إلى تعيين مفوّض لقضايا المساواة بين الجنسين، فمن شأن منصب كهذا أن يشكّل منصّة يمكن التطرّق من خلالها إلى مواضيع هامّة على غرار المساواة في الأجر والعنف ضدّ المرأة، وغيرها، ما سيسمح برفع مستوى الوعي بشأنها. كما تجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من القضايا المشار إليها تكاد تكون خفيّة الملامح لذا لا بدّ من تحليلها وتوضيحها للعلن. ويتحمّل برأيي الرجل كما المرأة في المناصب العامّة مسؤوليةً متساوية بشأن تسليط الضوء على هذه القضايا ومناقشتها. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: ما هي، برأيكَ، أهمّ العوائق والتحدّيات التي تواجهها المرأة الراغبة في الفوز بالإنتخابات في كندا؟ كيف يمكن الرجل أن يساعدها على تخطّيها؟ غرانت ميتشيل: : اعتقد استنادًا إلى خبرتي وملاحظاتي أن الحصول على التمويل والترشّح في دوائر انتخابيّة يمكن الفوز فيها هما أكبر عائقين تواجههما المرأة في السياسة. ويتّصل العائقان كلاهما بمهارات التشبيك وفرصه، لكن لم أبرع يومًا في التشبيك. اكتفيت بالدقّ على الأبواب وكثّفت الحملات. فالشبكات الشخصيّة أم الشبكات على الإنترنت هي أحد مفاتيح النجاح في السياسة . لا بدّ من تكريس وقت طويل لاكتساب شهرة واسعة في الدائرة الإنتخابية ولتشييد جسور علاقات الثقة مع الشعب الذي يأمل المرشّح تمثيله. وحين رحت أدق الأبواب، واحدًا تلو الآخر، حرصت على الاحتفاظ بأوراق دوّنت عليها ما سمعتُه من الناس فإذا أثار أحدٌ قلقه بشأن الرعاية الصحيّة لأن والدته احتاجت الخضوع لعمليّة في الورك، دوّنت ذلك وفي زيارتي التالية لذلك المنزل، كنت أستعلم عن صحّة الأمّ. تُحدث هذه المهارات الاجتماعية وقعًا لا يستهان به في السياسة، فتدلّ إلى روح قياديّة غالبًا ما تتميّز بها النساء بالفطرة. لا تحتاج المرأة برأيي إلى تغيير أسلوبها حين تدخل المجال السياسي، فمن بين أنجح النساء السياسيات اللواتي أعرفهن من حقّقن النجاح لأنهن بقين على طبيعتهن وأرسين نوعًا جديدًا من التشاركيّة السياسيّة. لكن غالبًا ما يتبين أن المهارات الاجتماعية والقياديّة والعمل الدؤوب غير كافين لوحدهم. يخصّص حزبي حصصًا للنساء الموفدات إلى مؤتمرات الحزب حيث يُنتخب قائد الحزب والأعضاء التنفيذيّون ويجري التصويت على سياسات الحزب. ففي كلّ مؤتمر، لا بدّ من تشكيل نصف المشاركين على الأقلّ من النساء. إلى ذلك، يخصّص الحزب أيضًا حصصًا للشباب والشعب الأصلي والكبار في السنّ من المواطنين. ويشرّفني أن ألحظ أنني تمكّنت طوال مسيرتي المهنيّة من الاعتماد على دعم نساء قادرات من السكان الأصليين وشابات ونساء من خلفيات ثقافية متعدّدة، علمًا أن كثيرات منهنّ كنّ يخطون خطواتهنّ الأولى في المعترك السياسي حين شاركن في حملتي الانتخابيّة. فمن المهمّ بنظري أن أشجعهن لينتقلن من الأدوار الداعمة إلى الأدوار القياديّة في الحزب. إذ أعتبر أن من واجبات رئيس الحزب التركيز على تشجيع المرأة للترشّح في دوائر انتخابية جيّدة كما عليه أن يوجهها نحو منظمي حملات بارعين وقادرين على تحقيق الفوز. إضافةً إلى ذلك، يلعب الموجّه دورًا هامًا للرجل والمرأة على حدٍّ سواء إذ يقدّم العون المباشر. وقد تحدّيت النساء اللواتي عبرن عن رغبتهن بالعمل وراء الكواليس ودأبت على تعزيز ثقتهن بأنفسهن للترشّح للانتخابات. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: هلاّ زودتنا بالمزيد من التفاصيل بشأن حالة مشاركة المرأة في الحياة السياسيّة في كندا، أفي الأحزاب السياسيّة أم في السلطتين التشريعيّة والتنفيذيّة؟ غرانت ميتشيل: ضئيلٌ جدًّا هو عدد النساء المنتخبات والمعيّنات في مجلس الشيوخ. ومن بين رزمة التعيينات الثمانية عشر الأخيرة، لم تحصل المرأة إلا على خمسة منها واقتصرت التعيينات جميعها على أدوار ثانويّة. حين التقى رئيس الوزراء "ستيفن هاربر"، الرئيس الأميركي "باراك أوباما"، لم يضم الاجتماع سوى امرأة واحدة على الرغم من وجود عدّة وزيرات أخريات تمتّعن بحقائب ذات صلة. كما أن عدد النساء ضئيل في المناصب التنفيذيّة في حكومة المحافظين. إضافةً إلى ما تقدّم، أشير إلى أن الحكومة الحاليّة ألغت البرنامج الكندي للطعون القضائيّة الذي خوّل النساء رفع الطعون في التشريعات استنادًا إلى الفقرات الخاصّة بحقّ المرأة في المساواة في الميثاق الكندي للحقوق والحريات. كما أمرت الحكومة بإقفال إثني عشر مكتبًا من بين المكاتب الإقليميّة الستة عشر المعنية بأوضاع المرأة. وما زاد الطين بلّة هو أن حكومة المحافظين الحاليّة قررت منع جميع الجمعيات النسائيّة التي تقوم بأعمال المناصرة من الحصول على التمويل الفدرالي. في الوقت عينه، وعلى الرغم من ازدياد عدد المرشحات للانتخابات النيابيّة، لا تزال نسبة المنتخبات منهنّ لا تتعدّى 22%. وقد التزم معظم قادة الأحزاب بزيادة عدد المرشّحات في أحزابهم والواقع أن التقدّم يُحرز فعلاً لكن ليس بالسرعة الكافية. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: : استنادًا إلى خبرتكَ، ما هي برأيكَ الإستراتيجيّات المثلى لإشراك الرجل في عملية تعزيز المساواة بين الجنسين لا سيّما في المشاركة السياسيّة؟ غرانت ميتشيل: Iذلك منوط بتشجيع القائد فلا بدّ من أن نتيقّن برأيي أن أي اقتراحٍ يلمّح إلى اختلاف التفكير بين المرأة والرجل هو أيضًا تحيّز فطري لا غير. فالرجال أنفسهم لا يفكّرون جميعًا بالطريقة عينها. فما يجعل المرء صلبًا هو التحلّي بالتصميم والالتزام والوفاء في وجه المحن، ولم أسمع يومًا أن السمات هذه حكرٌ على الرجال. كما أنّي أدعو دومًا إلى الامتناع عن ترديد النكت والأحاديث المميِّزة جنسيًا على العلن. وحريٌّ بالجميع، رجالاً ونساءً، أن ينتقدوا هذا النوع من النكت عندما يسمعونه، ولا بدّ من أن ننتقد أيضًا كل من ينسب هذا النوع من النداءات المراعية إلى "المناصِرات النسائيّة"، فالوضع يعنينا جميعًا. ومن المفيد أيضًا تعيين رجل لمعالجة قضايا المساواة لصالح المرأة مع التأكّد من فهمه هذه القضايا ومعالجتها بشكل صائب. شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة: لو طلبَ منكَ تقديم توصية واحدة، بما تنصح أعضاء شبكة " شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة"، لا سيّما المرشحات منهن، في سياق تطوّر مسيرتهن السياسيّة؟ غرانت ميتشيل: : أقول لهنّ تذكروا دومًا أن السياسة لا تعرف السهولة، ولن يقدّم أحدٌ لكنّ أيّ شيء فالكفاح لا ينقطع. لا تستسلمنّ أبدًا للصورة النمطيّة التي تدلّ على أن المرأة أقلُّ ميلاً إلى الكفاح أو المواجهة. وفكّرن في ما قد يحدث لو ترشّحت امرأتان أو ثلاث عن المنصب عينه، لا أظنّ أن الوضع ليكون أقلّ احتدامًا. لا بدّ من أن تجهدن أكثر من الآخرين (فتدققن على المزيد من الأبواب) سعيًا إلى تحقيق الفوز. لربما صحيح أن المرأة تعاني انتقاص حقوقها ما يضاعف المصاعب، لكن إيّاكنّ والتركيز على هذا الافتراض. فالرجال أيضًا يواجهون الصعوبات وإن كانت أخفّ وطأة. يتطلّب الفوز في الحياة السياسيّة جهدًا جهيدًا لذا اعرفن أن الجهد لا غنى عنه في مواجهة هذا الواقع، ذلك لأنّ إدارة البلاد والحرص على سيادة القيم التي تثقن بها يرتّبان رهانات كبيرة. كما أنصح الرجال في عالم السياسة أن يتواصلوا ويتحاوروا مع كلّ امرأة قد يظنونها أهلاً للترشّح للانتخابات إن حظيت بالدعم والتشجيع فمن شأن ذلك أن يؤدي في نهاية المطاف إلى ازدياد عدد النساء في السياسيّة.
Date of Interview
Region
سيناتور، مجلس الشيوخ الكندي