تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

حق المرأة فى الترشح

Submitted by iKNOW Politics on
women's right to vote and run

كتابةأسماءالسيد

 

من أهم الحقوق السياسية حق الانتخاب وحق الترشح ويمكنإعتباراهما المرآة الكاشفة عن مدى ما وصلت إليه الدول من تقدم فى مجال التجربة الديمقراطية، و لا يكفى للقول بوجود هذه الحقوق مجرد النص عليها فى الدساتير وإنما يجب أن تكون هذه القوانين يمكن تطبيقها فى الواقع العملى حتى نضمن مشاركة أكبر عدد ممكن فى الحياة السياسية.

فالمشاركةالسياسية ذات تأثير على الفرد وعلى السياسة العامة للدولة، فبالنسبة للفردفهي تنمى إحساسه بذاته وثقل وزنه ووعيه السياسي في المجتمع الذي يعيش فيه،وتربى وتنمى انتمائه لوطنه وتحمله لمسئولياته تجاه مجتمعه. وعلى مستوىالسياسة العامة تعكس رغبات المواطنين في الاشتراك في توجيه دفة الحكم فيالبلاد وصنع القرار السياسي وتقرير المصير تحقيقاً للديمقراطية.

و يقتضي حق الترشح وجود بعض الشروط حتى يستطيع المواطن استخدامه وترشيح نفسه في الانتخابات سواء الترشح لانتخابات الرئاسة أو لمجلس الشعب و يعد هذا الحق إحدى وسائل المشاركة في الحياة السياسية للمواطن.

و من أهم الشروط الواجب توافرها و قد أجمعت عليها معظم دساتير العالم شرطى السن و الجنسية فضلا عن وجود عدد من الضمانات تكفل حسن ممارسة هذا الحق فى إطار من الحرية و الديمقراطية .

و من المسلم به أن جميع المواطنون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم فى الحقوق و الواجبات و لا مجال للحرمان أو التمييز بينهم فى ممارسة حق الترشح على أساس الجنس أو الدين أو العقيدة و بناء على ذلك لا يمكن تمييز المرأة على الرجل فيما يتعلق بحق الترشح للرئاسة و إنما هو بحسب الأصل حق مكفول لجميع المواطنين بمجرد توافر الشروط التى يتطلبها القانون فيهم .

و هناك بعض الدول التى كفلت حق المساواة لمواطنيها و سمحت للمرأة فيها بممارسة حقها فى الترشح لأنتخابات الرئاسة و كان المجتمع على درجة من الثقافة و الوعى بمكانة المرأة و الدور الفاعل التى تستطيع ممارسته و بالتالى تم نجاح المرأة فى سباق الرئاسة و من هذه الدول التى نجحت فيها المرأة حديثا فى سباق الرئاسة البرازيل و الأرجنتين.

ففى البرازيل عام 2010 فازت ديلما روسيف بمنصب رئيسة الجمهورية و تعد أول إمرأة برازيلية تحتل منصب رئاسة الجمهورية فى خامس أكبر دولة فى العالم من حيث المساحة و عدد السكان و نجحت فى إثبات أن المرأة قادرة على تقلد أعلى منصب فى الدولة.

و دعمها بقوة الرئيس السابق لولا دى سيلفا فى الانتخابات الرئاسية و أعلن أنها مرشحته لمنصب رئيس الجمهورية

و تتمتع ديلما روسيف بحياة سياسية حافلة فقد بدأت المشاركة فى الحياة السياسية منذ سن السادسة عشرة حيث انضمت إلى حركة طلابية مناهضة للدكتاتورية فى البرازيل و تعرضت لعقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات نتيجة النضال ضد السياسية القمعية للدولة ، و بعد إنتهاء حقبة الدكتاتورية العسكرية فى البرازيل كانت روسيف أحد مؤسسى الحزب الديمقراطى العمالى ، ثم أنضمت لحزب العمال ، و بين عامى 1991 : 1995 شغلت روسيف منصب وزيرة الطاقة فى الحكومة المحلية لولاية "ريو جراند دو سول" ، و شغلت منصب وزيرة للطاقة مرة أخرى و لكن فى حكومة الرئيس السابق لولا دى سيلفا فى عام 2002 ، و فى عام 2005 شغلت منصب رئيسة الحكومة .

و تعتبر ديلما روسيف أهم شخصية سياسية فى البرازيل و تلقب بالمرأة الحديدية ذات الشخصية الفولاذية و قد نالت فى مارس 2014 بجائزة "المرأة الرائدة" و هى تؤمن بالمساواة بين الجنسين و تناصر حقوق المرأة و ترى ان هذا القرن هو بلا شك القرن الخاص بالنساء و تعمل على النهوض بمكانة المرأة البرازيلية و تمكينها فى جميع المجالات و تعمل على النهوض بمستوى العيش فى البلاد و خاصة بالنسبة إلى الفقراء لدرجة أنها لقبت "أم الفقراء"

 و تميزت بقوة شخصيتها و جرأتها فى إدارة شئون البلاد و كانت نموذج مشرف و ناجح للمرأة فى هذا المنصب لمدة فترة ولايتها و قد ترتب على دورها الفاعل زيادة وعى الشعب البرازيلى و تقبله للمرأة فى منصب رئاسة الجمهورية و أنعكس ذلك على الانتخابات التى تجرى فى البرازيل الأن حيث التنافس محتدم بين إمرأتان - ديلما روسيف لقترة ولاية ثانية و مارينا سيلفا -

و قد فازت ديلما روسيف فى الدورة الأولى التى جرت فى الخامس من أكتوبر بنسبة 41.59 % ، و سواء فازت روسيف أو مارينا سيلفا فذلك يعد إنتصار لحقوق المرأة السياسية.

و أيضا نجحت المرأة فى إثبات قدرتها على تذليل الصعاب و التحول إلى شخصية قيادية و الوصول إلى رئاسة الجمهورية فى بلد به الكثير من الأزمات مثل الأرجنتين فقد نجحت كريستينا فرنانديز رئيسة الأرجنتين فى الخروج ببلادها من عنق الزجاجة لدولة لها وزنها عالميا.

تعد كريستينا فرنانديز أول رئيسة جمهورية للأرجنتين و قد بدأت العمل فى الحياة السياسية منذ وقت مبكر أيضا ففى عام 1970 أنخرطت فى حركة الشباب البيرونى ثم فى عام 1989 انتخبت كعضو فى المجلس التشريعى الاقليمى فى مقاطعة سانتا كروز و قد أعيد إنتخابها فى هذا المنصب فى عام 1993 ، و بحلول عام 1995 تم انتخابها لتمثيل ولاية سانتا كروز فى مجلس الشيوخ الارجنتينى ، و انتخبت فى عام 1997 كعضو بمجلس النواب ، و فى عام 2001 تم انتخابها مرة أخرى عضوا بمجلس الشيوخ .

و فى عام 2007 فازت فرنانديز بمنصب رئيس الجمهورية لأول مرة فى تاريخ الأرجنتين و جدير بالذكر أن إيزابيل مارتينيز دى بيرون لم تكن رئيسة لدولة الأرجنتين و إنما تولت مهام المنصب بعد وفاة زوجها خوان بيرون.

و استطاعت فرنانديز القيام بنهضة إقتصادية و إجتماعية و مواجهة العديد من الأزمات فى بداية حكمها و نجحت فى تقليل نسب البطالة بشكل ملحوظ و أرتفع الناتج القومى فى الأرجنتين و قد ساهمت هذه الاصلاحات الجدية فى التاكيد على قدرة المرأة لتولى أعلى المناصب و حسن إدارتها و أدى ذلك إلى إعادة إنتخابها مرة أخرى فى عام 2011 بنسبة 54%.