تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المجتمع المدني في عصر المعلومات

Report / White Paper

Back
April 21, 2014

المجتمع المدني في عصر المعلومات

لقد أحدث الاقتصاد اللامادي انعكاسات متعددة على الفرد والمؤسسة وأصبحت مظاهر مجتمع المعلومات حقيقة ملموسة. ويستشف من محاولات التعريف بمجتمع المعلومات أنه المجتمع الذي يلي المجتمع الصناعي والذي يعتمد فيه الإنسان على استعمال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات بحيث تتيسر إمكانية جمع المعلومات من خلال الشبكات الرقمية ذات القدرة العالية والتكاليف الزهيدة ويسهل اكتساب المعرفة وتتغير أدوات الإنتاج ويزدهر نشاط الخدمات المباشرة والخدمات عن بعد. ومع انتشار المعلومات وتسارع توليد المعارف والاختراعات العلمية تأكد رجل الشارع من أن المعرفة أصبحت ركيزة حاسمة لتطوير المجتمعات وتكثيف النمو من خلال استغلال البراءات والاستثمار المالي الأجدى وتجارة المضمون الفكري وتطوير الإنتاج الثقافي والاستغلال الميداني لمخابر البحث العلمي. واقتنع المستثمرون بأن العلوم أصبحت القاطرة الرئيسية للنشاط الاقتصادي في مجتمع المعرفة الذي سيلي مجتمع المعلومات قبل منتصف القرن الحادي والعشرين.

 

         لقد رسم الباحثون ملامح مجتمع المعلومات منذ أكثر من ثلاث عقود واستنتجوا أن هذا المجتمع سيقوم على الشبكات التفاعلية ذات الدفق العالي والنطاق الواسع وتبادل المعلومات في كل مكان وبمختلف الأشكال. وسيتمكن الإنسان العادي من إنجاز الكثير من الخدمات عن بعد في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما سيصبح بإمكان أصحاب القرار توظيف هذه التجهيزات في الحياة السياسية والدبلوماسية والدفاع الوطني وغيرها من القطاعات.

 

         وقد حاولت مجموعة السبع كبار (7G) منذ سنة1995 تحديد ملامح هذا المجتمع الجديد وانعكاساته على اقتصاد البلدان المصنعة، إلا أن الوعي العالمي المشترك اقنع الجميع بأنه لا يحق لهذه المجموعة أن تحدد وحدها مصير العالم فقررت المجموعة الدولية في عام 1998 باقتراح من الرئيس زين العابدين بن علي تنظيم قمة عالمية لضبط أسس الاستفادة مما ستتيحه شبكات الاتصال (القرار رقم 73). وأكدت قمة الألفية في سنة 2000 على ضرورة تشريك منظمات المجتمع المدني إلى جانب القطاع الخاص والمنظمات الدولية في كل اللقاءات الهامة، كما أيدت الجلسة العامة لمنظمة الأمم المتحدة (في 21 ديسمبر 2001) هذا الموقف وقررت تنظيم القمة العالمية لمجتمع المعلومات فـي عاصمتين (جنيف وتونس) وفـي تـاريخيـن (2005-2003) وذلك بمشاركة كل الأطراف المعنية (القرار رقم 1179) بما في ذلك منظمات المجتمع المدني التي ستضطلع بقسط وافر في معالجة القضايا المنتظرة في المجتمع الجديد.

 

         وسيركز هذا البحث على تحليل الدور المتميز لمنظمات المجتمع المدني في العصر الإعلامي والأفاق المنتظرة منه في مختلف المجالات بداية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات.

 

نوع المصدر
الناشر
ESCWA
سنة النشر
2004

لقد أحدث الاقتصاد اللامادي انعكاسات متعددة على الفرد والمؤسسة وأصبحت مظاهر مجتمع المعلومات حقيقة ملموسة. ويستشف من محاولات التعريف بمجتمع المعلومات أنه المجتمع الذي يلي المجتمع الصناعي والذي يعتمد فيه الإنسان على استعمال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات بحيث تتيسر إمكانية جمع المعلومات من خلال الشبكات الرقمية ذات القدرة العالية والتكاليف الزهيدة ويسهل اكتساب المعرفة وتتغير أدوات الإنتاج ويزدهر نشاط الخدمات المباشرة والخدمات عن بعد. ومع انتشار المعلومات وتسارع توليد المعارف والاختراعات العلمية تأكد رجل الشارع من أن المعرفة أصبحت ركيزة حاسمة لتطوير المجتمعات وتكثيف النمو من خلال استغلال البراءات والاستثمار المالي الأجدى وتجارة المضمون الفكري وتطوير الإنتاج الثقافي والاستغلال الميداني لمخابر البحث العلمي. واقتنع المستثمرون بأن العلوم أصبحت القاطرة الرئيسية للنشاط الاقتصادي في مجتمع المعرفة الذي سيلي مجتمع المعلومات قبل منتصف القرن الحادي والعشرين.

 

         لقد رسم الباحثون ملامح مجتمع المعلومات منذ أكثر من ثلاث عقود واستنتجوا أن هذا المجتمع سيقوم على الشبكات التفاعلية ذات الدفق العالي والنطاق الواسع وتبادل المعلومات في كل مكان وبمختلف الأشكال. وسيتمكن الإنسان العادي من إنجاز الكثير من الخدمات عن بعد في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما سيصبح بإمكان أصحاب القرار توظيف هذه التجهيزات في الحياة السياسية والدبلوماسية والدفاع الوطني وغيرها من القطاعات.

 

         وقد حاولت مجموعة السبع كبار (7G) منذ سنة1995 تحديد ملامح هذا المجتمع الجديد وانعكاساته على اقتصاد البلدان المصنعة، إلا أن الوعي العالمي المشترك اقنع الجميع بأنه لا يحق لهذه المجموعة أن تحدد وحدها مصير العالم فقررت المجموعة الدولية في عام 1998 باقتراح من الرئيس زين العابدين بن علي تنظيم قمة عالمية لضبط أسس الاستفادة مما ستتيحه شبكات الاتصال (القرار رقم 73). وأكدت قمة الألفية في سنة 2000 على ضرورة تشريك منظمات المجتمع المدني إلى جانب القطاع الخاص والمنظمات الدولية في كل اللقاءات الهامة، كما أيدت الجلسة العامة لمنظمة الأمم المتحدة (في 21 ديسمبر 2001) هذا الموقف وقررت تنظيم القمة العالمية لمجتمع المعلومات فـي عاصمتين (جنيف وتونس) وفـي تـاريخيـن (2005-2003) وذلك بمشاركة كل الأطراف المعنية (القرار رقم 1179) بما في ذلك منظمات المجتمع المدني التي ستضطلع بقسط وافر في معالجة القضايا المنتظرة في المجتمع الجديد.

 

         وسيركز هذا البحث على تحليل الدور المتميز لمنظمات المجتمع المدني في العصر الإعلامي والأفاق المنتظرة منه في مختلف المجالات بداية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات.

 

نوع المصدر
الناشر
ESCWA
سنة النشر
2004