تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الكوتا النسائية: إحدى الآليات الرئيسية لمعالجة التمثيل المفرط للرجال في مناصب القيادة السياسية

Editorial / Opinion Piece / Blog Post

Back
March 7, 2022

الكوتا النسائية: إحدى الآليات الرئيسية لمعالجة التمثيل المفرط للرجال في مناصب القيادة السياسية

Source: International IDEA

بقلم رومبيدزاي كانداواسفيكا-نهوندو

في معظم المجتمعات في جميع أنحاء العالم، لا يزال عدم المساواة بين الجنسين والتمييز ضد المرأة راسخين بعمق حيث تتميز المجتمعات بأنظمة وعمليات وممارسات تتسم بالعقليات التمييزية القائمة على النوع الاجتماعي.

تغيير السرد = مسؤولية مشتركة

إن التحول المنهجي للمواقف والممارسات الاجتماعية والثقافية، والنظم والعمليات القانونية والسياسية، والقوالب النمطية الجنسانية والسرديات السلبية التي يتم توجيهها من خلال مختلف أشكال وسائل الإعلام هي ضرورة حتمية لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بكل تنوعها.

لا يمكن تمكين المرأة في جميع مجالات الحياة دون المشاركة النشطة للرجال والفتيان في تحدي الأعراف الصارمة بين الجنسين والتشكيك فيها وفي علاقات القوة غير المتكافئة بين الجنسين التي تدعم وتحافظ على عدم المساواة بين الجنسين. وفي الحقيقة، إن الأعراف الاجتماعية والصور النمطية للجنسين تعيق أيضًا الرجال والفتيان عن أداء أدوارهم المجتمعية والعائلية. من الأهمية بمكان أن يشارك الرجال والفتيان في الدعوة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. إلى جانب المشاركة الخطابية في المناصرة، يجب أن يقود الرجال بكل تنوعهم أمثلة عملية على احترام وتعزيز حقوق ومصالح النساء.

هناك العديد من الأدلة العالمية التي تظهر أن الحقوق المتساوية الموجودة في القانون يمكن إنكارها في الممارسة العملية لأن هذه الحقوق لا تُترجم دائمًا إلى مكاسب حقيقية. على سبيل المثال، على الرغم من إقرار العديد من الدول بقوانين لمكافحة العنف ضد المرأة، إلا أن ضعف التطبيق والأعراف الاجتماعية التمييزية لا تزال إشكالية كبيرة [1]. ومن ثم، في العديد من البلدان، فإن قدرة المرأة على الترشح للمناصب الانتخابية في السلطة واتخاذ القرار مقيدة بالعنف السياسي والصراع، والعنف القائم على النوع الاجتماعي بالإضافة الى الحواجز الثقافية التي تشكك في قدرة المرأة على اتخاذ القرار ولا تدعم مشاركة وقيادة النساء. مع ذلك، في جميع مناطق العالم، تواجه النساء باستمرار عدة أشكال من العنف، مثل التحرش الجنسي في الأماكن العامة والعنف والتنمر والمضايقة عبر الإنترنت التي تمنع النساء من التمتع بحقوقهن الإنسانية الكاملة.

حصص الكوتا في نفس الوقت شعبية ومثيرة للجدل

من الواضح بشكل متزايد أن كوتا النوع الاجتماعي هي إحدى الآليات الرئيسية لمعالجة فجوة التمثيل بين الجنسين على جميع المستويات في السياسة والقيادة وصنع القرار في السياسة. هناك 133 دولة في جميع مناطق العالم لديها حصص دستورية أو انتخابية أو حزبية، ولا توجد آلية "مقاس واحد يناسب الجميع". يبلغ متوسط تمثيل المرأة في البرلمانات أو الهيئات التشريعية للبلدان ذات الحصص 27 في المائة، على الرغم من أن النساء بكل تنوعهن يشكلن عادة 50 في المائة من سكان أي بلد معين.

تهدف معظم حصص الكوتا إلى زيادة تمثيل النساء لأن المشكلة التي يجب معالجتها هي التمثيل الزائد للرجال في مناصب السلطة واتخاذ القرار على جميع المستويات. وهذا أمر ضروري لضمان تمتع المرأة بحقوق وفرص متساوية للمشاركة والتمثيل والمساهمة في عمل تطوير الديمقراطية وبناءها. ولا يزال تحقيق تمثيل المرأة "للأقلية الحرجة التي لا تقل عن 30 في المئة" في مناصب السلطة واتخاذ القرار على جميع المستويات بعيد المنال. ومع ذلك، في بعض الحالات، هناك مقاومة قوية ضد نظام الكوتا وكذلك أسئلة خطيرة مثل:

- لماذا نلجأ لنظام الكوتا وكيف يساهم في التمكين السياسي للمرأة؟

- هل الكوتا الانتخابية غير ديمقراطية أم تساهم في تطوير الديمقراطية وبناءها؟

إذا كان العالم عادلاً بين الجنسين، فلن نحتاج إلى الكوتا

إدراج هدف قائم بذاته "لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات" الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة والهدف 5.5  ل "ضمان المشاركة الكاملة والفعالة للمرأة وتكافؤ الفرص للقيادة على جميع مستويات صنع القرار في الحياة السياسية والاقتصادية والعامة" يشهد على الإجماع العالمي الواضح على أن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بكل تنوعها يظل هدفًا عالميًا مطلوبًا.

علاوة على ذلك، فإن نظام الكوتا منصوص عليه في اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW) ، ولا سيما في المادة 7 وكذلك في منهاج عمل بيجين (PfA).

International IDEA

الحصص المخصصة للجنسين ليست كافية في حد ذاتها لضمان التغييرات التحويلية اللازمة.  هناك حاجة إلى استثمارات مستدامة تعالج الأعراف والمواقف والتصورات الاجتماعية والثقافية الصارمة من أجل تحقيق تغيير نحو المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

International IDEA

تعد الكوتا إحدى استراتيجيات نهج الوصول = المشاركة = التمثيل = التحول (APRT).

- الوصول: تحدي الأعراف الصارمة بين الجنسين وعلاقات القوة غير المتكافئة بين الجنسين التي تضر بالمرأة بكل تنوعها وتخلق ظروفًا مواتية من خلال آليات مثل الحصص أو غيرها من التدابير المماثلة لضمان وصول المرأة إلى السياسة ومناصب صنع القرار.

- المشاركة: الوجود الجسدي للنساء في صنع القرار السياسي وعمليات القيادة والمؤسسات على جميع المستويات - سياسة الوجود والحصول على الأرقام الصحيحة.

- التمثيل: تتجاوز المشاركة سياسات الوجود إلى أن يكون لها صوت وتأثير.

- التحول: إضفاء الطابع المؤسسي المنهجي على تعميم مراعاة المنظور الجنساني التحويلي على جميع المستويات وفي جميع العمليات والممارسات والأنظمة المتعلقة بتطوير وبناء الديمقراطية.

تم تقديم المعلومات الواردة في هذه المقالة في النسخة السادسة من برنامج OSCE / ODIHR حول Gender Matters! Online Briefing حيث تمت دعوة رومبيدزاي كانداواسفيكا-نهوندو، مستشارة لدى المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات كمتحدثة رئيسية لتقديم الدعم والتدريب المتخصص لموظفي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن الكوتا كإجراء فعال لتحسين المساواة بين الجنسين في السياسة.

[1] الخطة الإستراتيجية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة 2021-2025، سبتمبر 2021، متاحة على https://undocs.org/en/UNW/2021/6 تم الاطلاع عليها في 3 مارس 2022.

المصدر: International IDEA

الترجمة  متوفرة من قبلiKNOW Politics

الكاتب
Rumbidzai Kandawasvika-Nhundu
الناشر
International IDEA
شريك
المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية

بقلم رومبيدزاي كانداواسفيكا-نهوندو

في معظم المجتمعات في جميع أنحاء العالم، لا يزال عدم المساواة بين الجنسين والتمييز ضد المرأة راسخين بعمق حيث تتميز المجتمعات بأنظمة وعمليات وممارسات تتسم بالعقليات التمييزية القائمة على النوع الاجتماعي.

تغيير السرد = مسؤولية مشتركة

إن التحول المنهجي للمواقف والممارسات الاجتماعية والثقافية، والنظم والعمليات القانونية والسياسية، والقوالب النمطية الجنسانية والسرديات السلبية التي يتم توجيهها من خلال مختلف أشكال وسائل الإعلام هي ضرورة حتمية لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بكل تنوعها.

لا يمكن تمكين المرأة في جميع مجالات الحياة دون المشاركة النشطة للرجال والفتيان في تحدي الأعراف الصارمة بين الجنسين والتشكيك فيها وفي علاقات القوة غير المتكافئة بين الجنسين التي تدعم وتحافظ على عدم المساواة بين الجنسين. وفي الحقيقة، إن الأعراف الاجتماعية والصور النمطية للجنسين تعيق أيضًا الرجال والفتيان عن أداء أدوارهم المجتمعية والعائلية. من الأهمية بمكان أن يشارك الرجال والفتيان في الدعوة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. إلى جانب المشاركة الخطابية في المناصرة، يجب أن يقود الرجال بكل تنوعهم أمثلة عملية على احترام وتعزيز حقوق ومصالح النساء.

هناك العديد من الأدلة العالمية التي تظهر أن الحقوق المتساوية الموجودة في القانون يمكن إنكارها في الممارسة العملية لأن هذه الحقوق لا تُترجم دائمًا إلى مكاسب حقيقية. على سبيل المثال، على الرغم من إقرار العديد من الدول بقوانين لمكافحة العنف ضد المرأة، إلا أن ضعف التطبيق والأعراف الاجتماعية التمييزية لا تزال إشكالية كبيرة [1]. ومن ثم، في العديد من البلدان، فإن قدرة المرأة على الترشح للمناصب الانتخابية في السلطة واتخاذ القرار مقيدة بالعنف السياسي والصراع، والعنف القائم على النوع الاجتماعي بالإضافة الى الحواجز الثقافية التي تشكك في قدرة المرأة على اتخاذ القرار ولا تدعم مشاركة وقيادة النساء. مع ذلك، في جميع مناطق العالم، تواجه النساء باستمرار عدة أشكال من العنف، مثل التحرش الجنسي في الأماكن العامة والعنف والتنمر والمضايقة عبر الإنترنت التي تمنع النساء من التمتع بحقوقهن الإنسانية الكاملة.

حصص الكوتا في نفس الوقت شعبية ومثيرة للجدل

من الواضح بشكل متزايد أن كوتا النوع الاجتماعي هي إحدى الآليات الرئيسية لمعالجة فجوة التمثيل بين الجنسين على جميع المستويات في السياسة والقيادة وصنع القرار في السياسة. هناك 133 دولة في جميع مناطق العالم لديها حصص دستورية أو انتخابية أو حزبية، ولا توجد آلية "مقاس واحد يناسب الجميع". يبلغ متوسط تمثيل المرأة في البرلمانات أو الهيئات التشريعية للبلدان ذات الحصص 27 في المائة، على الرغم من أن النساء بكل تنوعهن يشكلن عادة 50 في المائة من سكان أي بلد معين.

تهدف معظم حصص الكوتا إلى زيادة تمثيل النساء لأن المشكلة التي يجب معالجتها هي التمثيل الزائد للرجال في مناصب السلطة واتخاذ القرار على جميع المستويات. وهذا أمر ضروري لضمان تمتع المرأة بحقوق وفرص متساوية للمشاركة والتمثيل والمساهمة في عمل تطوير الديمقراطية وبناءها. ولا يزال تحقيق تمثيل المرأة "للأقلية الحرجة التي لا تقل عن 30 في المئة" في مناصب السلطة واتخاذ القرار على جميع المستويات بعيد المنال. ومع ذلك، في بعض الحالات، هناك مقاومة قوية ضد نظام الكوتا وكذلك أسئلة خطيرة مثل:

- لماذا نلجأ لنظام الكوتا وكيف يساهم في التمكين السياسي للمرأة؟

- هل الكوتا الانتخابية غير ديمقراطية أم تساهم في تطوير الديمقراطية وبناءها؟

إذا كان العالم عادلاً بين الجنسين، فلن نحتاج إلى الكوتا

إدراج هدف قائم بذاته "لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات" الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة والهدف 5.5  ل "ضمان المشاركة الكاملة والفعالة للمرأة وتكافؤ الفرص للقيادة على جميع مستويات صنع القرار في الحياة السياسية والاقتصادية والعامة" يشهد على الإجماع العالمي الواضح على أن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بكل تنوعها يظل هدفًا عالميًا مطلوبًا.

علاوة على ذلك، فإن نظام الكوتا منصوص عليه في اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW) ، ولا سيما في المادة 7 وكذلك في منهاج عمل بيجين (PfA).

International IDEA

الحصص المخصصة للجنسين ليست كافية في حد ذاتها لضمان التغييرات التحويلية اللازمة.  هناك حاجة إلى استثمارات مستدامة تعالج الأعراف والمواقف والتصورات الاجتماعية والثقافية الصارمة من أجل تحقيق تغيير نحو المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

International IDEA

تعد الكوتا إحدى استراتيجيات نهج الوصول = المشاركة = التمثيل = التحول (APRT).

- الوصول: تحدي الأعراف الصارمة بين الجنسين وعلاقات القوة غير المتكافئة بين الجنسين التي تضر بالمرأة بكل تنوعها وتخلق ظروفًا مواتية من خلال آليات مثل الحصص أو غيرها من التدابير المماثلة لضمان وصول المرأة إلى السياسة ومناصب صنع القرار.

- المشاركة: الوجود الجسدي للنساء في صنع القرار السياسي وعمليات القيادة والمؤسسات على جميع المستويات - سياسة الوجود والحصول على الأرقام الصحيحة.

- التمثيل: تتجاوز المشاركة سياسات الوجود إلى أن يكون لها صوت وتأثير.

- التحول: إضفاء الطابع المؤسسي المنهجي على تعميم مراعاة المنظور الجنساني التحويلي على جميع المستويات وفي جميع العمليات والممارسات والأنظمة المتعلقة بتطوير وبناء الديمقراطية.

تم تقديم المعلومات الواردة في هذه المقالة في النسخة السادسة من برنامج OSCE / ODIHR حول Gender Matters! Online Briefing حيث تمت دعوة رومبيدزاي كانداواسفيكا-نهوندو، مستشارة لدى المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات كمتحدثة رئيسية لتقديم الدعم والتدريب المتخصص لموظفي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن الكوتا كإجراء فعال لتحسين المساواة بين الجنسين في السياسة.

[1] الخطة الإستراتيجية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة 2021-2025، سبتمبر 2021، متاحة على https://undocs.org/en/UNW/2021/6 تم الاطلاع عليها في 3 مارس 2022.

المصدر: International IDEA

الترجمة  متوفرة من قبلiKNOW Politics

الكاتب
Rumbidzai Kandawasvika-Nhundu
الناشر
International IDEA
شريك
المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية